خواطر فى ذكرى تأسيس مؤتمر البجا
بكرى سوركناب
نبذة تعريفية :
تاسس حزب مؤتمر البجا
بعد اقل من ثلاث سنوات من استقلال السودان كاول حزب اقليمى فى السودان وعقد مؤتمره
العام بتاريخ 14 اكتوبر 1958فى تظاهره سياسية كبرى بمشاركة كافة مكونات شرق
السودان الاجتماعية والسياسية بحضور رئيس مجلس الوزراء الأميرالاي عبد الله بك
خليل ، والسيد / علي عبد الرحمن وزير داخلية السودان هذه الخطوة عكست السلوك
الحضارى و الوعى المبكر لابناء البجا لمطلوبات الممارسة الديمقراطية والمساهمة فى
الاصلاح السياسى والاقتتصادى وادارة التنوع العرقى و الثقافى من اجل بناء دولة
سودانية تسودها العدالة الاجتماعية يتساوى فيه جميع السودانيين بحقوق وواجبات
متساوية دون اعتبار لانتماء عرقى او سياسى او دينى وجائت فكرة تاسيس الحزب بمادرة
من مثقفى البجا بقيادة الدكتور طه بليه بعد ان استشعروا الخطر الذى يحيط بسكان
الاقليم الشرقى المتمثل فى الحرمان من التعليم والخدمات الصحية بالاضافة الى الفقر
والمرض الذى كان ينتشر فى اوساط سكان الاقليم وادرك البجا مبكرا ان توجهات الحكم
الوطني الوليد الذى اعتمد نظام حكم مركزى قابض ستودى الى اقصاء وتهميش سكان
الاقليم الشرقى وبقية اقاليم السودان ووضح ذلك من خلال قرارات لجنة السودنة التى
ابعدت كافة ابناء البجا من ادارة شئون البلاد واسست على نظام الحكم وطنى تشوبه
الكثير من اختلالات عدم التوازن التنموى والمشاركة فى الحكم قائمة حتى الان وطالب
حزب مؤتمر البجا فى بيانه التاسيسى باعتماد نظام حكم فدرالى كاول حزب سياسى يطالب
بهذا المطلب الذى اقرته بعد مضى خمسون عاما من الحروب الاهليه اتفاقيات السلام
الموقعه بين الحكومةالمركزية والحركات الثورية فى اطراف السودان, وبعد سقوط نظام
عبودى العسكرى شارك حزب مؤتمر البجا فى التجربة الديمقراطية الثانية فى العام 1965
وحاز على احدى عشر مقاعد فى البرلمان كما شارك حزب مؤتمر البجا فى التجربة
الديمقراطية الثالثة فى العام 1986 وحاز على مقعد واحد فى البرلمان وفى العام 1994
غير مؤتمر البجا نهجه من النضال المدنى الى الكفاح المسلح وحمل السلاح بعد ان اغلق
نظام الانقاذ ابواب الحوار امام القوى الساسية ودخل مؤتمر البجا فى تحالفات سياسية
وعسكرية مع احزاب المعارضة وشارك فى تاسيس التجمع الوطنى الديمقراطى . انتهى
تمر علينا هذه الايام ذكرى تأسيس مؤتمر
البجا وذلك الخطاب التاريخى الذى القاه الدكتور طه بلية امام رئيس الوزراء حينها
عبد الله خليل فى اكتوبر 1958 اى بعد عامين من الاستقلال .
نستلهم كثيرا من الرعيل الاول من قيادات
مؤتمر البجا امثال بلية وجرتلى الذى صاغ قصيدة معبرة فى ذلك اليوم ومحمد سعيد ناود
وكثير من الرواد . حملت المذكرة كل قضايا الشرق وقدمت لرئيس الوزراء حينها عبد
الله خليل ولكن كل تلك المطالب لم تنزل الى ارض الواقع الى يومنا هذا بل زادت
المطالب التى يطالب بها المؤتمر منذ ذلك الحين .
58 عاما من الكفاح تخللتها احداث كثرة
منها محطة الكفاح المسلح بعد ان جاء نظام الكيزان الى سدة الحكم عبر انقلابهم
المعروف كفاح مستمر طوال هذه السنين بعد ان وضع لنا الرعيل الاول اساس البناء من
اجل شعب ابى وضحو بالمال والنفس من اجله .
ولا زلنا نؤكد بأن للشرق قضية عادلة طرحت
ولم تجد الاذن الصاغية وسنحاول ايصالها بشتى السبل والوسائل ونقول للرعيل الاول
نحن على الدرب سائرون ولن نتخلى عن القضية البتة .
كما نؤكد ان مطالبنا واضحة وصريحة وعادلة
لابد ان تحل وان هذا التهميش المستمر لن يزيدنا الا صلابة وقوة وسنظل نعض
بالنواجذ لتحقيق مطالب البجا وشرق السودان
.
وان ما طرح من قضايا فى السابق بالاضافة
الى القضايا الحالية وكثير من القضايا المتراكمة ستظل مطالبنا للابد ولن نتخلى
عنها وبنظرة تاريخية نقول ان هذا الحزب قد تحصل فى اول انتخابات ديمقراطية بعد
انتفاضة اكتوبر قد تحصل على 11 مقعدا برلمانى قومي .
من ذلك الحين وحتى الان ظل لمؤتمر البجا
قضايا معروفة للجميع منذ مذكرة مؤتمر البجا الاولى والتى تلخصت فى عشرة مطالب كلها
تطالب بازالة التهميش وتعزيز التنمية وتحسين الخدمات فالبرغم ان الاقليم غنى
بخيراته والتى يستفيد منها الاخرين وظل انسان الاقليم مهمشا تحت مثلث رهيب (الجهل
والجوع والمرض ) .
ان مشروع مؤتمر البجا بالاضافة الى خطاب
دكتور بلية هو مرتكزنا الذى نرتكز عليه وبالاضافة الى القضايا التى طرحت لنا قضايا
كثيرة اخرى نلخصها فى :
مشكلة حلايب وشلاتين والفشقة
تقديم جناة مجزرة بورتسودان للمحاكمة
ذهب ارياب
بيع اراضى الشرق
والكثير من القضايا والمطالب التى جاءت
بها اتفاقية الشرق والتى لم تنفذ الكثير من بنودها حتى الان وهذه دعوة لكل قطاعات
مؤتمر البجا فى الداخل والخارج .. رعيل اول ... اساتذة اجلاء ... شباب ... طلاب
للتفاعل مع هذه الذكرى وتوثيقها للاجيال القادمة .
وبجا حديد
بكرى سوركناب