من اجل السودان والديمقراطية وحقوق الانسان

مدونتى الخاصة تحتوى على مقالات سياسية وثقافية وبعض من النثر والخواطر من اجل سودان معافى وسودان يسع الجميع

Friday 15 November 2013

احصائيات حول التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان (1 )


احصائيات حول التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان (1 )
بكرى سوركناب
اعتاد الكثيرين وفى مناسبات عدىدة على القول بأن الديمقراطية لم تأحذ فرصتها الكافية للحكم عليها بالنجاح والفشل وهذه الحجة ظللنا نرددها كثيرا فهل صحيح بأن الديمقراطية لم تأخذ فرصتها الكافية ؟؟؟؟ . قد تكون الاجابة نعم من ناحية ولكن من نواحى كثيرة نجد أن هناك كماهائلا من الاسباب التى أدت الى فشلها شاركت فيها الاحزاب الحاكمة بمختلف اوعيتهم التنظيمية .
ان التجربة الديمقراطية الثالثة قد تهيأت لها من الظروف ما قد يجعلها تكاد تكون من انجح التجارب الديمقراطية ولكن للاسف لم تتمكن الاحزاب الحاكمة من الاستفادة من دروس الماضى فى اتجاه استيعاب التنظيمات السياسية والاجتماعية ومجتمع مدنى فى المؤسسة النيابية بشكل متوازم يعكس حقيقة دور هذه التنظيمات فى الحياة العامة ويرجع ذلك الى عجز المؤسسات فى الفترة الانتقالية عن تحقيق مهامها المحددة فى ميثاق الانتفاضة لذلك كانت النتيجة عودة احزاب الديناصورات التقليدية الى كراسى الحكم .
من اهم العوامل التى ساعدت على ذلك هى قانون الانتخابات التقليدى والمتخلف فى شكله ومضمونه والذى اعتمد على قواعد تقليدية مجربة وعدم الاستفادة من الدروس ولم تخصص دوائر للقوى الحديثة التى ظلت تتحمل العبء وناِضلت ضد كل الانظمة الديكتاتورية . بالاضافة الى عوامل عديدة استفادت منها الجبهة الاسلامية القومية مصالحتها مع مايو مما جعلها اكثر تنظيما واستفادت كثيرا من انتخابات مجالس الشعب واغلب التنظيمات المايوية بالاضافة الى استفادتها من نفوذها المالى والاقتصادى وسيطرتها على اغلب المنظمات الانسانية المرتبطة بالسعودية والكويت والخليج .
جاءت الانتخابات وكانت جمعية عمومية وبرلمان يسيطر عليه احزاب التقليدين وضمّ كثير من الموالين للعهد المايوى خاصة فى اواسط الجبهة الاسلامية القومية . هذه المجموعة او هذا البرلمان اغلبه تجده قد عمل فى الانظمة المدنية والعسكرية منذ بعد الاستقلال فدخلنا الى عهد ديمقراطى تصحبه الكثير من الاخطاء والسلبيات بداية من قانون انتخابات تقليدى نسخة طبق الاصل من قانون الانتخابات السابقة بالاضافة الى تجاهل القوى الحديثة التى قادت وساهمت فى الانتفاضة وصنعتها .
ظلت قوى الانتفاضة تراقب الاحداث على امل ان ينصلح حال الاحزاب التقليدية وتفى بوعودها وان ترتفع الى مستوى المسئولية الوطنية ومواجهة التحديات التى كانت كالاتى :
·       مواجهة الازمة الاقتصادية
·       تصفية اثار مايو
·       استقلالية السياسة الخارجية لكى تخدم المصالح الوطنية

لا اريد السرد كثيرا حول حكومة الائتلاف الاولى والثانية والتى صحبتها الكثير من الاحداث ولكن كالمعتاد اعلن السيد رئيس الوزراء فشل حكومته الاولى دون توضيح الاسباب . اوضح الاستاذ محمد على جادين فى كتابه ( تقييم التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان ) اربعة عوامل اساسية تمثلت فى الاتى :
·       الخلافات الواسعة بين الحزبين ( الاتحادى والامة ) حول عدة قضايا اساسية منها الغاء قوانين سبتمبر والعلاقة مع حركة قرنق واتفاقية الدفاع المشترك ...... الخ
·       خلافات وصراعات الكتل والاجنحة داخل حزبى الامة والاتحادى ووسط الاحزاب الجنوبية وخير مثال لذلك ما ( الراحل ابو حريرة وتفريغ ميناء بورتسودان )
·       الضغوط الواسعة من صندوق النقد الدولى بالاضافة الى ضغوط الجبهة الاسلامية القومية والفئات المايوية فنتذ البداية حركت الجبهة نفوذها المالى ونشطت السوق الاسود والتهريب وتجفيف الاسواق من السلع الاستهلاكية وبالطبع صاحبتها الكثير من الاحداث .
·       اضطراب القيادات السياسية وترددها فى تنفيذ ما وعدت به وخضوعها لضغوط محلية واقليمية ودولية .
تضافرت كل هذه العوامل وأدت الى حدوث ازمة الحكومة الائتلافية الاولى مما ادى الى اعفاء الوزراء من مناصبهم وقد اكد التجمع النقابى ان المخرج لم يكن فى اعادة تشكيل الحكومة او توسيعها بل فى تكوين حكومة مرتبطة بشعارات الانتفاضة وقادرة على تنفيذ ما وعدت به والسبب الرئيسى للازمة تركيبة الحكومة الائتلافية وغياب القوى الحديثة .
·        


No comments: