Monday, 11 November 2013

البجاوى ذو الشعر الاشعث

البجاوى ذو الشعر الاشعث
قد التحمنا فى معارك ضد كثير من الرجال عبر البحار
وكان بعضهم شجاعا وبعضهم لم يكن كذلك
الباثيون والزلو والبورميون
بيد ان البجاوى كان اروع الجميع
لم نستطع ان نحصل منه حتى ولا على نصف بنس
كان يقبع بين الاشجار ثم يثب على فرساننا
كان يلعب بقواتنا كما يلعب القط باليمامة
لهذا فاننى أقدم لك ايها البجاوى فى وطنك السودان
هذا الاهداء ، انك وثنى جاهل ولكنك محارب من الطراز الاول
نحن نقدم لك شهادة اذا اردتها ممهورة
فاننا سوف نجىء اليك وستكون لنا معك جولة فى اى وقت تشاء
لقد اخذنا فرصتنا بين تلال خيبر
والبوير دوخونا وهم على بعد ميل
البورميون اذاقونا برودة ايراودى
وابن الشيطان – الزولو – نافسنا فى طريقتنا
ولكن كل ما لقينا من هولاء
كان قطرة اذا قيس بما جعلنا البجاوى نتجرع
ولكن حين التقينا بالبجاوى رجل برجل فانه صرعنا جميعأ
لذلك فأننى اقدم لك هذا الاهداء أيها البجاوى لك ولزوجتك وطفلك
كانت الأوامر التى لدينا أن نحطمك ، وبالفعل ذهبنا لانجاز ذلك
نحن اجهزنا عليك ببنادق المارتنيى ولم يكن ذلك من العدل
ولكن بالرغم من الظروف القاسية التى كانت ضدك ايها البجاوى
فانك حطمت المربع
ليس له اوراق يملكها
ليس لديه ميداليات وجوائز
لذلك فانه من الواجب علينا ان نشهد بالمهارة التى اظهرها فى  استعمال سيوفه الطويلة
عندما كان يثب من خلال الاعشاب بترسه المستدير ورمحه العريض
ان هجوم البجاوى فى يوم واحد من ايام سعده
لكفيل بجعل الجندى البريطانى السليم
مكتفيأ بذلك مدة عام
لذلك فاليك هذا الاهداء ايها البجاوى
والى اصدقائك
الذين لم يعودوا احياء
لو لم نكن فقدنا بعض افراد ميزنا لكنا شاركناك فى احزانك
غير ان الاخذ والعطاء هو سنة الحياة – وانا سنقول
بأن الصفقة كانت عادلة
لأنك وان كنت قد خسرت اعدادا اكثر منا
الا انك هشمت المربع
انه يهجم على الدخان  عندما نتوقف عن التقدم
وقبل ان نعرف الموقف نجده قد اعمل سيوفه فى رؤوسنا
انه رمال محرقة وزنجبيل حار عندما يكون حيا
وانه على العموم يكون مرعبأ عندما يكون ميتأ
انه زهرة الديزى انه جوهرة انه حمل انه قطعة من المطاط لمهووس بالانطلاق
انه الشىء الوحيد الذى لا يعطى مثقال زرة من الاهتمام
لفرقة المشاة البريطانيين
لذلك فاليك هذه القصيدة ايها البجاوى برأسك
ذى الشعر المدبب
ايها الاسود الكبير اللعين لانك انت
حطمت المربع البريطانى

***  الشاعر الانجليزى ( روديارد كبلنج ) الذى ولد فى مدينة بومبى عام 1865 م وتلقى علومه فى وطنه انجلترا ثم عاد الى الهند ليعمل محررا فى احدى الصحف التى تصدر هناك وظهر ( كبلنج ) كشاعر فى وقت كانت فيه انجلترا احوج ما تكون الى الشاعر الفذ . وفى الاعوام بين 1883 – 1885م اشتدت المعارك فى شرق السودان بين الجيوش البريطانية والجيوش البجاوية وامتلأت الصحف الانجليزية وخاصة ( التايمز ) باخبار هذه الملامحم واكثر الكتاب من العسكريين وغيرهم فى تدوين ذلك الصراع الدموى بين الامير ( عثمان دقنة ) وجنوده البجا من جانب والجنرال ( جراهام ) وجنوده البريطانيين والاستراليين والهنود من جانب . واشترك ( كبلنج ) فى تدوين تلك المعارك وبدلأ من تمجيد الجيوش البريطانية وجد نفسه امام حدث تاريخى جديد فهنالك الجنود الانجليز باسلحتهم الحديثة من بنادق ومدافع يجابهون مقاومة   عنيفة من الثوارالبجا الذين لاسلاح لهم غير الايمان بالله وبقضية الحرية والسيوف البواتر  .   
واخرج ( كبلنج ) قصيدته التى اورد هنا ترجمتها للاستاذ الكبير المؤرخ / ضرار صالح ضرار والتى اهداها الى المحارب البجاوى الذى استطاع بحد سيفه فقط ان يخترق المربع البريطانى الذى لم يكن قد حدث مطلقا ان اسطاعت امة من الامم ان تحطم ذلك المربع العسكرى ، غير المقاتلين البجا الاشاوس وجعل ( كبلنج ) موضوع قصيدته ( البجاوى ) او(فظى وظى) كما يقول الانجليز .

No comments:

Post a Comment