Monday, 18 November 2013

السودان وأزمة الهوية



السودان وأزمة  الهوية
بكرى سوركناب
انها حقيقة لا يمكن إنكارها ان السودان بلد المليون ميل مربع لم ينشأ في القرن الماضي برضاء قبائله وشعوبه وجماعاته انما حشر الجميع في حوش السودان بقوة القهرالاستعمارى سواء التركي أو الإنجليزي . صحيح  أن للحياة المشتركة داخل هذا الحوش وطوال ما يزيد علي قرن من الزمان أفرزت إيجابيات كثيرة و أفرزت سمات مشتركة وتبلورت من خلالها لغة واحدة للتواصل ولكن هذا وجه واحد من الحقيقة آذ ان الوجه الثاني والذي يمثل التنوع الهائل مازال موجودا بين شعوب السودان سواء في الأعراق ،الألوان ،الثقافات ، العقائد أو اللغات . لم تتح الفرصة حتى الآن لبلورة شروط التعايش الرضائي المشترك داخل المليون مربع .
من المفترض وعقب رحيل الاستعمار في فجر 1956 م أن يجلس السودانيون لبلورة دستور للبلاد يعبر عن الشروط التي يرتضونها ولكن المأساة االفادحة أن هذا العجز استمر طوال الأربعين عاما الماضية أو اكثر . لقد فشلت القيادات السياسية عقب الاستقلال في التحول من معركة التحرير إلى معركة التعمير حيث انصرف كل جهدها في صراعات السلطة التي تضمنت كما هائلا من العبث والمكايدات بل والفساد السياسي في شراء النواب و إبرام التحالفات الطائفية والقبليه والعسكرية وفجروا بذلك كل طاقات التخلف الكائنة في المجتمع السوداني وتكوينه وراحو في فترات الديمقراطية يتزايدون في رفع رايه الدوله الدينية في مواجهة الدوله المدنية ولم يتنبه القوم الي مخاطر هذه الصراعات الا عندما شج حكم الجبهه روؤسهم .
لقد أسفر هذا الواقع عن ماساة مروعة في الجهويات المختلفة وخاصة في شرق وغرب وجنوب السودان فقد ظلت هذه الجهويات تطحن بالتهميش والظلم والتخلف احتقرت هوياتها الخاصة وامتهنت ثقافاتها بل تعرض وجودها للهلاك حيث دمرت اراضيها وغاباتها ومراعيها وضربت عليها الامية والجهل وظل الجوع وسوء التغذية والامراض المستوطنة تنهش في عظامها واقصيت طلائعها من كل مواقع القرار لم يلتفت الي تنمية مواردها ولم تنل من مقدارتها الا الفتات ومنذ أغسطس 1955 دارت حرب اهلية ظالمة كان مصدرها وما يزال ازدراء المطالب العادله لاهل الجنوب كان ابسطها الفيدراليه والنصيبب العادل في السلطة عند السودنه واقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم علي هويه المواطنه
بعد هذه المقدمة الطويلة اؤكد بأنه لا أمل في حل اشكالية الهوية السودانية الا القول بوجوب ان نعيش في وطن واحد هو مصدر حقوقنا وحرياتنا واننا نقر بوجود تنوع وتمايز في اللغةوالدين والأعراق والثقافات واننا رغم هذا التمايز قررنا ان نعيش سويا في وطن واحد ويكفل فيه للجميع كافة حقوق المواطنه واننا نسعي الي ان تتشكل في امه واحدة ولابد من الاعتراف بأن السودان وطن لكل من يوجد علي ارضه وهو بهذه الصفه يشكل مصدر الحقوق والحريات والواجبات اي ان جميع الحقوق تؤسس علي حق المواطنه وليس علي دين الفئه الغالبه او عنصر فئه أخري او لسان فئه ثالثه لانه في ظل حقوق المواطنه يتساوي الناس جميعا ويعيشون اندادا ويتمتعون بحقوق وحريات متساوية بغض النظر عن اديانهم او لغاتهم او ثقافاتهم في ظل دستور يكفل الحق للجميع ويدحض النعرات القبيلية والعنجهيه العرقية والتعصب الديني والاستعلاء اللوني .
واخيرا اؤكد بالرغم من التساؤلات العديدة حول الهويه السودانية والاسئله المتلاحقة هل نحن عرب أم أفارقة أم مسلمين وكثيرة من الاسئله الداله  علي ذلك . بأن السودان بتنوعه الثقافي والعرقي والديني  الخ بقادر على أن ينشئ دوله قوامها الهوية السودانية " هوية المواطنه " وتلك الهوية رغم تنوعها ستكون مصدر قوة للسودان والتي بمجرد تحققها يكون للفرد كافة الحقوق التي يثبتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكذلك ما تعلن عنه بقية العهود الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وهي المدخل الوحيد لكفالة حقوق الانسان وحمايتها من الانتهاكات واورد في ختام مقالي بعض مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي تؤكد صدق زعمي .
المادة السابعة(الناس جميعا سواء امام القانون وهم يتساوون في حق التمتع بالحماية من أي تمييز ينتهك هذا الاعلان ومن أي تحريض علي مثل هذا التميز " .
كذلك نص المادة الثامنه عشر والتي تقرر " لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده وحريته في اظهار دينه او معتقده بالتعبد واقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفردة او مع جماعة وامام الملأ أو علي حده) وكثيرة من المواد .

No comments:

Post a Comment