احصائيات حول التجربة الديمقراطية الثالثة
فى السودان (10)
بكرى سوركناب
بالاضافة الى الازمات الاقتصادية الطاحنة
وكارثة السيول والامطار ومكايدات الجبهة الاسلامية الا ان الحكومة وجدت نفسها
عاجزة تماما عن ايجاد مخرج من هذه الازمات ولم تكتفى بهذا بل كانت تمارس الضغوط
والمضايقات للنقابات ولكل قوى الانتفاضة التى تقف مع وبجانب مشاكل وهموم المواطنين
.
ادت كارثة السيول والامطار الى حدوث ازمات
حادة فى السلع التموينية وارتفاع كبير فى الاسعار بالاضافة الى انتشار الاوبئة والامراض
مع انعدام تام للادوية والمبيدات وفى هذه الظروف تقدم الاستاذ بكرى عديل وزير
الطاقة حينها باستقالته من حكومة الوفاق وانتقد فى مذكرته رئيس الوزراء واتهمه
بسوء التقدير ومحاباة الجبهة الاسلامية والخضوع لضغوطها على حساب حزب الامة
والسودان . كما هدد الفاتح التجانى وزير الزراعة بالاستقالة اذا لم توفر الحكومة مبيدات
مكافحة الجراد الصحراوى الذى غزا مناطق واسعة فى السودان ويهدد بالقضاء على الموسم
الزراعى باكمله .
شهدت ذات الفترة حملة تشريد لموظفى الخطوط
الجوية السودانية والسكة حديد بناءا على قانون الطوارئ الذى تحدثنا عنه من قبل
والحكومة بدلا من الدخول فى حوار جدى مع النقابات كان وزير المالية والتخطيط يهدد
بتغيير القوانين لمنع الاضراب .
وفى هذه الظروف الاقتصادية التى لم اتعرض
لها باسهاب اعلنت الحكومة فى 26 ديسمبر 88 اجراءات اقتصادية تقشفية شملت زيادة سعر
السكر من خمسين قرشا الى ثلاث جنيهات وزيادة اسعار العديد من السلع الاستهلاكية
وسارت بنفس نهجها القديم بتصفية مؤسسات القطاع العام وتخفيض حجم العمالة وفى اليوم
الثانى مباشرة انفجر الشارع فى مظاهرات هادرة احتجاجا على تلك الاجراءات شملت
العاصمة والاقاليم وشارك فيها الطلاب والموظفين والعمال حتى ربات المنازل واعلنت
النقابات والاتحادات الاضراب عن العمل لاجبار الحكومة على التراجع عن قراراتها .
وفى قمة التظاهرات المنددة بالحكومة
لرفضها اتفاقية السلام وخضوعها لسياسات صندوق النقد الدولى انطلقت رصاصات غادرة
لتخترق صدر الشاب طارق الشاذلى واردته شهيدا وتحولت المظاهرات الى غليان شعبى بعد
رفع جثمان الشهيد فى موكب هادر طاف العاصمة حتى جامعة الخرطوم ومنها الى مشرحة
مستشفى الخرطوم قم الشارع مرة اخرى .
من الذى اطلق الرصاص ؟؟؟؟ اتجهت اصابع
الاتهام الى حزب الامة والجبهة الاسلامية وحاولت الجبهة الاسلامية الصاق التهمة
على البعثيين واشاع الاتحاديين بأن الرصاص انطلق من مبنى مجاور لمجلس الوزراء
يقطنه ليبيين واكد رئيس الوزراء ان الرصاص انطلق من سيارة بيضاء يجرى البحث عنها
فمن الذى اطلق الرصاص ....؟؟؟ وما هو الهدف من ذلك ؟؟؟ ومن هو المستفيد والخاسر من
ذهاب الحكومة او بقائها ؟؟؟
نواصل
No comments:
Post a Comment