Tuesday, 16 June 2015

الموسيقى والايقاع عند البجا ( 1 )



الموسيقى والايقاع عند البجا ( 1 )
بكرى سوركناب
عانى البجا كثيراً في توصيل مورثوهم الثقافي المتعدد والمتميز سواء كان ذلك في العادات والتقاليد أو الأعراف المعاملة أو اللغة. تحدث من قبلي أساتذة وباحثين أجلاء في هذا الموضوع، خاصة حول اللغة، فالبجاوي بطبيعة حاله حذر في تعامله مع الآخرين دعك عن كونه يريد توصيل معلومة أو ثقافة.
ذكر الدكتور محمد ادم سليمان ترنين فى بحثه المتخصص عن الايقاع البجاوى الاتى :
* Beja ethnic group has its uniqueness among others by making especial forms to their music.
* They keen on the music expressions out of the programmed music- moreover.
* They depend on the pentatonic Basinkoup in composition.
* The Merhut has its stories and legends tell about the cultural, political, social.
* And economical history of the Beja (Hadendiwa)
واضاف فى بحثه قائلا :
* ارتبطت الموسيقى المؤلفة عند البجة بآلة البسنكوب- البسنكْوِ- البسنكُ- انظر قاموس روبر، لأنه ليست لديهم آلة موسيقية غيرها يمكن أن تصدر عدد من الأصوات مما يمكنهم من التأليف بها لذلك اعتمدوا على الباسنكوب الوتري، وهي الآلة الرئيسة في مصاحبة الغناء وعزف المقطوعات الموسيقية، وهي خماسية السلم بحكم عدد أوتارها، وأكدت نادية بدوي ذلك في قولها: (إن بدو الصحراء مولعين بالموسيقى، ويعزفونها على آلة الطمبور التي يصنعونها بأنفسهم، وفي إشارتها لمميزات الآلة قالت: والطمبور لها خمسة أوتار فقط، وهذا إنهم يتبعون السلم الموسيقي الخماسي وهو الشائع في السودان، ومما هو جدير بالذكر أن المصريين القدماء كانوا يتبعون هذا السلم) انتهى
كل شعب له مورثه الثقافي الذي يعتز به ويحاول الحفاظ عليه وتمريره لأجياله، قد تكون تلك الموروثات (عادات، تقاليد... الخ) بل أن الموسيقى تشكل في حد ذاتها موروثاً ثقافياً متميزاً فالموسيقى هي رسالة عالمية لا تعرف حدود ولا مكان وأيضاً تتميز الإيقاعات ما بين جماعات إثنية تختلف أو تختلف أماكن تواجدها وترتبط هذه الإيقاعات بواقع حال معاش متواتر مع الحياة اليومية لأي جماعة. أذكر في صغري إنني لعبت لعبة إرتبطت بآلة (البسنكوب) وهو البحث ولنسميه البحث عن (كنز) كانت الطريقة الوحيدة لإيجاده هو متابعة هذه الآلة (البسنكوب) ولا أريد الإطالة وشرح هذه العملية.
آلة (البسنكوب) إرتبطت بالإنسان البجاوي منذ أزمان بعيدة فهي تراث فني ممتد منذ عصور، هذه الآلة البسيطة التكوين، معقدة الأدوار في حياة البجا، فهناك أوزان وإيقاعات كثيرة تلمسها بين أوتار هذه الآلة البسيطة، وهذه الإيقاعات لا تحتاج إلى طبول أو إلى إي آلة أخرى بل هناك مؤلفات موسيقية كثيرة جداً لا يسع المجال لذكرها تنبعث من هذه الآلة ...
كما ذكرت أن البسنكوب آلة فريدة عند البجا بل هى آلة أوزان وإيقاع فهناك إيقاعات كثيرة مستنبطة من هذه الآلة وغالباً تلك الإيقاعات مرتبطة بالحروب والإنتصار والغنائم فايقاع (هوسيت) أو (تربال) إيقاع راقص يرتبط أو ترتبط الرقصة فيه (بالسيف والدرقة) وهو إيقاع يختص بقبائل البشاريين والعبابدة برغم من إنتشاره وسط كل القبائل البجاوية.
لقد ذُكر وسمعنا بأن هناك نوتات موسيقية على آلة (البسنكوب) منذ أمد بعيد وبعضها لا زال يردد حتى الآن، للأسف إنها ليست في متناولى هذه السانحة، لكنها موجودة وتردد وبإستمرار في المجتمع البجاوي. بالطبع الإيقاع والمعتقد بأنه آلة إيقاعية مرتبطة بآلات معينة مثل (الطبل والدربكة) وما صاحبها من إيقاعات على الآلات الحديثة، ولكن إيقاع (البسنكوب) يختلف كثيراً ويرتبط كما أسلفت بأغاني الحماسة والنصر والحرب رغم أن البعض يستعملها إستعمالات إخرى في
الأغاني العاطفية وما شابه ومن أشهر تلك الإيقاعات (البسنكوبية) والتى لم ترتبط بآلة إيقاعية، إيقاع (بئيساي) ويعتبر هذا الايقاع من اخطر الايقاعات الحربية عند البجا. وإيقاع (الإيقاييب) و(التوارباب) والذى يعتبرا من المقطوعات الموسيقية عند البجا و(الشمبر) و (النواراب) و(الواندوب) هي بالتأكيد إيقاعات كثيرة مرتطبة بآلة (الباسكنوب) وحتى بعد ظهور هذا الكم الهائل من التكنلوجيا إلا أنها لا تزال وستظل تحتفظ بهذه الخصوصية الإيقاعية لدى قبائل البجا.
تحدث الدكتور محمد ادم سليمان ترنين فى بحثه عن ايقاع (بئيساى) قائلا :
وتر بيساي:  (Be-ssay)
مقطوعة البيساي (الوتر) واحدة من المقطوعات التي يتحمس لها أفراد قبيلة الهدندوة بقوة، وقد يصل الحماس إلى حد التشنج عند (سماع بعشهم) سماعهم لها، وهي إحدى شعارات القبيلة الرئيسة، يستعرض فيها الشباب بسيوفهم لإبراز قوتهم وعددهم ومقدرتهم على القتال، ولما كان لكل مقطوعة أو معزوفة على البسنكوب أسم وقصة، فإن قصة هذا الوتر تختلف في بعض المواضع ولكن اغلب الرواة وخاصة الهدندوة يجمعون على إنها من تأليف فارس الهدندوة همدين إيس "محمدين عيسى" يفتخر بنفسه ونسبه، ويترجم فيها صولاته وجولاته في الحروب، لذلك يشتقون منها معاني الفخر، وفيها عزة القبيلة. كما اضاف اليها هذه النوتة الموسيقية :
الحديث عن الايقاع عند قبائل البجا حديث جميل ومشوق ودائما يدعوك الى التبحر فيه يبهرك الايقاع ويدعوك تارات الى الحرب وتارات الى الحماسة وتارة الى اظهار الفروسية ومدى رشاقتك واستعدادك للذود والدفاع عن القبيلة فهناك ايقاعات كما ذكرتها فى ايقاعات (البسنكوب) عندما تسمعها تدعوك للذهاب والاستعداد للقتال.. اغلب الاغانى والايقاعات البجاوية تتحدث عن الفروسية تتحدث عن البطولات والشهامه واعتقد اعتقاد شخصى بأن ايقاع السيرة المعروف ومعروف مدى انتشاره وسط كل قبائل السودان اتى وانتشر من قبائل البجا المعروفين بتواجدهم فى المنطقة منذ الآف السنين ومدى تأثر اغلب الثقافات بثقافة البجا تحدث عن ذلك الباحث المعروف عون الشريف قاسم حول احتواء العامية السودانية على كثير من المفردات البجاوية هذا من حيث اللغة فما بالك بتأثر هذه الثقافات بالالحان والايقاع ولأن البحث طويل بدأته بالايقاعات المستنطبة من الة (البسنكوب) والتى كانت مدخل للدخول الى بقية الايقاعات والتى ساتطرق اليها من خلال هذا البحث او المقال .
ومن الاسباب التى دفعتنى الى الخوض فى غمار الايقاع البجاوى مقال كتبه الاستاذ الصحفى صلاح شعيب بعنوان رشاقة الغناء البجاوى قال فيه : (إن هناك ضرورة لإهتمام الموسيقيين، خصوصا الدارسين، بأغنية الشرق وعون أبنائه للوصول إلى الفضاء القومي. كما أن من واجب الأجهزة الإعلامية إتاحة الفرصة لهؤلاء المبدعين لعكس إبداعهم، وعدم ربط هذا الإبداع بالمناسبات الرسمية التي تقام بالشرق. ونعتقد أنه ليس من العدل أن تمتلئ هذه الفضائيات بأنغام مكررة وإيقاعات لا تراوح السيرة والتم تم بينما أن شرق السودان ومناطق أخرى من القطر تكتنز بأعداد مهولة من الإيقاعات الراقصة التي يجب على المستمعين في بقية أنحاء القطر الاستماع اليها)- انتهى .
ونواصل
بكرى سوركناب

No comments:

Post a Comment