من اجل السودان والديمقراطية وحقوق الانسان

مدونتى الخاصة تحتوى على مقالات سياسية وثقافية وبعض من النثر والخواطر من اجل سودان معافى وسودان يسع الجميع

Thursday, 16 October 2014

حول التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان ( الاخيرة )

حول التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان ( الاخيرة )
بكرى سوركناب

خلاصة القول وخلاصة هذه السلسة اود ان اقول ان من سعى منذ اول يوم ديمقراطى بعد اسقاط نظام الطاغية نميرى الى وأد التجربة الديمقراطية هم حزب الجبهة الاسلامية القومية بمساعدة الاحزاب الطائفية والطفيلين والمايوين وقد كانت اول اهداف قوى الانتفاضة هى ازالة كل اثار مايو وقوانين سبتمبر ولكن طوال سنين هذا العهد لم نجد من المذكورين سوى الوعود الزائفة والتكر لمبادئ الانتفاضة وقادتها ووصل الامر الى حد الوصول الى وضع قوانين مقيدة للحريات واعتقالات طالت الكثيرين من مفجرى الانتفاضة وتماطل كثير شهدناه من رئيس الوزراء وتجاهل تام لافاعيل الجبهة او الكيزان الذين استفادو كثيرا خلال فترة تواجدهم فى الحكم المايوى لفترة ذادت عن الخمسة سنين وسيطرتهم على الاقتصاد ومناحى كثيرة بل انهم سعو لتمرير اجندتهم واغراضهم عن طريق رئيس الوزراء .
خلال العهد المايوى تغلغل الكيزان فى كل مؤسسات الدولة سواء العسكرية والسياسية والاقتصاداية وهذا ما ساعدهم كثيرا فى تدمير هذه التجربة الديمقراطية وضح ذلك كثيرا فى افتعالهم للازمات السياسية من خلال صحفهم عندما يكونو فى جناح المعارضة وتشويه صور كثير من السياسيين عبر صحفهم وخاصة ( الوان والرأية )  هناك احداث كثيرة تدل على ضيق الكيزان بهذا العهد الديمقراطى سعو من خلال اعلامهم الى تشويه صورته بشتى الوسائل المشروعة والغير المشروعة وللاسف الشديد وقف معهم وساعدهم فى ذلك رئيس الوزراء الصادق المهدى ولا ادرى هل كان الامر بعمله ام كان لا يدرى بتخطيطهم لتدمير هذا العهد وتخطيطهم للاطاحة باى محاولات للتقريب بين وجهات النظر التى كانت تطرح هنا وهناك من قبل شخصيات وطنية همها الاول والاخير الوطن والسودان فقد طرحت كثير من المبادرات وطرحت الكثير من الحلول من قبل المستنيرين والحادبين على مصلحة الوطن من قوى الانتفاضة وكثير من الوطنيين فى رايئ الشخصى ارى ان الحكومة الديمقراطية الثالثة كسابقتها اذ انها لم تقدم شيئاً او تنجز اعمالاً على المستويات كافة اذ بقيت مشدودة بين اطراف الاحزاب التقليدية والجبهة الاسلامية والقوى السياسية التي تشكلت حديثاً والنقابات والمشاكل الداخلية من امنية واقتصادية .
لم تفشل الديمقراطية فى السودان بل فشل مدعيها او المنادين بها من احزاب تفتقر فى داخلها للاسس والاطر الديمقراطية ويمكننى تفيد ذلك ولكن هذا ليس بمكانه  فكيف لك ان تنادى بديمقراطية انت فى الاساس تفتقرها ( هذه الديمقراطية تحدث عنها الاديب ادم ابكر اسماعيل فى مقال ) واعتقد بأنه سماها ( ديمقراطية الذيل المثقوب ) . فى هذه العهد ظل السيد رئيس الوزراء يماطل فى برامج وقوانين طرحت من قبل برلمانيين ومن قبل قوى الانتفاضة والنقابات ظل يماطل ويماطل وفى ذات الوقت ولا ادرى لماذا دائما يميل الى صالح ( الكيزان ) وكثيرة هى الاحداث الدالة على ذلك بل ان حزبه ووزير داخليته حينها ( مبارك الفاضل ) اعتقلو كل المشاركين فى ندوة ( امبو ) وكوكادام واعتبرو كل المشاركين فى تلك الندوة او الاتفاق خائنين ووجهت لهم تهم ( الخيانة العظمى ) .
كل هذا كوم وما فعلته الجبهة الاسلامية ( الكيزان ) كوم اخر يطول الحديث فيه كثيرا فمنذ اول يوم بعد انتفاضة ابريل سعت الجبهة بكل الوسائل الى اثارة المشاكل والازمات والفتن واعتراضها على كثير من البرامج ووقوفها بشدة ضد احدى اهم شعارات الانتفاضة ( قوانين سبتمبر ) والضغط الى تمرير قوانينها وبرامجها وخاصة على الصادق المهدى الذى وقف معها فى كثير من المواقف وسعت عبر صحفها ( الراية والوان ) الى اثارة الشائعات والفتن ومحاولة تدمير شخصيات سياسية كثيرة ووقفت بشدة لاى محاولة للتقرب من الحركة الشعبية وعندما وقعت اتفاقية (الميرغنى قرنق ) التى وافقت عليها اغلب الاحزاب والجهات السياسية كانت الجبهة الاسلامية القومية اول المعترضين عليها  ولم يقف الامر عند ذلك بل اعلنت بما يسمى ب ( ثورة المصاحف ) .
بعد عقد الاتفاقية وبعد انتفاضة ديسمبر 1988 ضد زيادة السعر بالاضافة الى مذكرة القوات المسلحة تم حل حكومة الوفاق وتشكلت حكومة وحدة وطنية تشمل جميع القوى السياسية والنقابية واستبعاد حزب الترابى الذى وجد نفسه فى عزلة سياسية واقترب السلام لتنتهى الحرب وتهيأ مجلس الوزراء لاجازة ترتيبات بناء الثقة .
ولكن الترابى وحزبه بعد هذه العزلة كانو يفكرون بطريقة اخرى كما اسلفت اعلنو ( ثورة المصاحف ) فى واحدة من تصريحات الترابى عام 1989 اعلن الترابى الجهاد : ( ابداؤا بالجهاد اليوم على انفسكم او غدا وان غدا لناظره قريب يكتب عليكم الجهاد الغليظ .... وقيم الاسلام لا تثبت الا بالجهاد والاستشهاد , والدين لا يقام بمجاهدة اهل الباطل بالحسنى ..... ) صحيفة الراية 30/04/ 1989
كما ادلى بتصريحات الى صحيفة الشرق الاوسط يوم 28/06/1989 المح فيه بأن السودان يواجه احتمال انقلابات عسكرية وتمنى الا يكون الانقلاب انقلابا دمويا .
يتستنتج من الاحداث ان انقلاب الترابى كان لقطع الطريق امام تنفيذ مبادرة  ( الميرغنى قرنق ) فقد ذكر محمد محجوب هارون فى كتابه المشروع الاسلامى السودانى صفحة 78 : (وليس من شك فى أن ثورة الانقاذ الوطنى وهو ما صار يعرف بانقلاب البشير ليس سوى قمة الهرم فى مسلسل رد الفعل المناهض لاتفاق الميرغنى قرنق بيد انها لم تكن فيما يبدو مجرد ردة فعل .. )  انتهى .
خلاصة القول اؤكد حزب الجبهة الاسلامية بسياساتها الاقصائية اختارت قطع الطريق امام تحقيق السلام ( اتفاقية الميرغنى قرنق ) واتخذت منهج العنف بديلا عن الديمقراطية وتحقيق السلام وتأمرت على الديمقراطية منذ اول يوم والحديث عن هذه المؤامرة وكيف دبرت يطول ويطول ...
كل احترامى

No comments: