من اجل السودان والديمقراطية وحقوق الانسان

مدونتى الخاصة تحتوى على مقالات سياسية وثقافية وبعض من النثر والخواطر من اجل سودان معافى وسودان يسع الجميع

Friday 15 November 2013

ملامح الأغنية الشعبية لدى قبائل البنى عامر


ملامح الأغنية الشعبية لدى قبائل البنى عامر
بكرى سوركناب

قبائل البنى عامر  في شرق السودان كغيرها من القبائل ذات الطبيعة البدوية وبارتحالها الدائم ومنذ أزمان بعيدة  فيما بين السودان الشرقي والهضبة الإرترية  وحكم ثقافتها البجاوية كل هذه العناصر الثقافية  المشتركة أسهمت في تكوين الشخصية المتفردة لقبائل البنى عامر. ترتبط الأغاني عند البنى عامر بالطقوس والممارسات الحياتية في المجتمع ونجدها في كل المناسبات  الاجتماعية وتتعدد  أنواع الموسيقى آلتي تصاحب الرقصات وموسيقى  الرعاة ونجد كذلك الأغاني الدينية وأغاني الهدهدة ((تنويم الأطفال البكائيات أغاني الزواج الأغاني القصصية  أغاني الحرب أغاني الحماس وأغاني الغزل ووصف الحيوان وأغاني القهوة)) جزاًء من هذه الأنواع وطريقة أدائها ووظائفها ودلالاتها وارتباطها بالبيئة  الثقافية للمجتمع  ومجالات أدائها ودورها في حياة الناس .
للأفراح الشعبية تعبير صادق ومباشر عن حالة الجماعة الشعبية والوجدانية حيث تعتبر بمثابة تطوير لحالة الترابط والتكاتف الاجتماعي  التي تسود المجتمع الشعبي فهي تجسد العديد من القيم والمفاهيم التي تساعد على المحافظة على البناء الثقافي للجماعة كما التي تشيع جوا من الرضا والسعادة بين الأفراد في العديد من المناسبات خاصة وان حالت الفرح التي تعم حياة الجماعة ليست سوى حاله من الوئام والتجانس   والتناغم تسيطر على أفرادها ودائما ما تتميز هذه الأغاني بالمرح والحيوية وتؤدى بمصاحبة العديد من الآلات الشعبية خاصة الآلات الإيقاعية لأنها ذات إيقاع راقص .
وأغاني الأفراح لدى (( البنى عامر))لها طابع خاص حيث يشارك في مناسبات الاحتفالات العامة والخاصة كل أفراد القبيلة  فهي مناسبة شاملة للتلاقى كما تشارك فيها أسر من أهل العروسين يأتون من أماكن بعيدة للمشاركة والتهنئة تستمر الاحتفالات عادة عدة أيام  تقام فيها الرقصات والأغاني وكل ما يتعلق بالمناسبة من ممارسات وطقوس في احتفالات البنى عامر عادة تقوم كل أشكال وأنواع الأغاني مثل الأغاني العاطفية وأغاني الحماس التي تمجد أبطال وفرسان القبيلة وتؤدى هذه بمصاحبة الرقصات في جو من المرح يتفق مع المناسبة السعيدة .
  إن تراث قبائل البنى عامر يزخر بكم هائل من أغاني الحماسة الذي يقدم لنا العديد من الملامح الأساسية لمجتمع قبائل ((البنى عامر ))  خاصة وان بعض أغاني الحماسة ترسخ قيماً معينة مثل الشجاعة والكرم والبعض الأخر يحمل في طياته من المضامين الاجتماعية  ويشي بالكثير من الأعراف الثائرة التي تشكل بدورها  الإطار الاجتماعي لكيان القبيلة وكذا ينم عن الكثير من المفاهيم التي تدور حول اعتزاز البنى عامر بالقبيلة ومورثاتها  الثقافية  وقديما كان كل الفرسان من شباب قبائل البنى عامر يعنون في تنظيم مسلح  يعرف باسم ((المحسس)) أو ((الربع))وهؤلاء كانت عليهم مسؤولية الدفاع عن أمن القبيلة  وحمايتها من الغارات والقتال والذود عنها في حالة حربها مع قبيلة أخرى وتزخر  الكثير من أغاني الحماس بذكر هذه الرابطة أو ((المحسس)) ومواقفها البطولة تؤدى أغاني الحماسة في المناسبات المختلفة خاصة في احتفالات القبيلة والأفراح العامة  والخاصة كما تؤدى في معظم  الاحتفالات التي يصاحبها رقص وتؤدى معظم هذه الأغاني بمصاحبة الطبول خاصة الأغاني التي تؤديها النساء بمصاحبة الطبول في احتفالات الزواج حيث يؤدى الرجال رقصة ((وسوميا)) والبعض الأخر يؤدى بمصاحبة الطنبور والإيقاع والطبول وقديما عرف بنو عامر نوعا من أغاني الحماس  والتي كانت تؤدى لاستنفار فرسان القبيلة ورجالها للاستعداد للمعركة أو منازلة الأعداء وظيفة هذه الأغاني هي إثارة حمية الرجال وجمع كلمتهم وحسهم عن الدفاع عن شرف القبيلة وهذا
النوع من الأغاني كان يؤدى بمصاحبة آلة إيقاعية تسمى ((النحاس)) وهى نوع من الطبول الكبيرة الحجم ومن الأغاني الحماسية التي لا تزال قبائل البنى عامر تتغنى بها أغنية تسمى ((الربع)) وهناك بعض الأغاني التي ألفها شعراء  القبيلة الذين كان لهم دورهم الإيجابي المشهود به في تاريخ القبيلة والغرض من تأليفها الافتخار بشجاعتهم والتمجيد لأعمالهم وتخليد لذكراهم  على امتداد الأيام وتأكيدا لولائهم للقبيلة وترتبط هذه القصائد أو الأغاني بمناسبات معينة أو مواقف محدده وتتداول هذه الأغاني على مدى الأجيال وتؤدى كما جات على لسان مؤلفيها أو بضمير المتكلم  ولا يقحم المؤدى نفسه في سياقها حتى لا يؤثر على صدق المواقف والأحداث وهناك أمثلة كثيرة لمثل هذه القصائد .
إن قبائل البنى عامر خاصة المجتمع السوداني  بصفة عامة لها ارتباط وثيق بشرب القهوة (( الجبنة)لدرجة الفرد منه وخاصة الرجال يحملون معهم أدوات عمل القهوة في كل مكان ويمكن أن يجلس الشخص في أي مكان وان يخرج أدواته الخاصة ويصنع القهوة ثم يشربها بمزاج شديد  ثم يواصل سيره ، قد بلغ حب شعب البنى عامر للقهوة حداَ كبيرا حتى إن للقهوة أغاني خاصة تتغنى في المناسبات  كالأفراح  مثلا أو جلسات السمر وهناك بعض الأغاني المحفوظة والمتداولة  منذ أزمان بعيدة ولا زال الناس يتغنون بها وأغاني القهوة تغنى بمصاحبة آلة الطنبور وتتضمن كلمات الأغنية وصف أنواع الشجر الذي يعد منه الفحم الذي يستخدم في صنع القهوة أو الجبنة يتضمن الوصف كذلك  لون الجبنة وصفاؤها وشكل الجبنة وأكواب القهوة ويفضل البنى عامر أن تتكون جلست  شرب القهوة  من شخصين على الأكثر لان شرابها الاستمتاع بها يشترط  فيه الهدوء والمزاج الصافي ويمكن أن يقبل في الجلسة شخص ولكن على غير رضى  أما  وجود شخص رابع  يعنى تعكير المزاج  وفى حالة حضور شخص خامس يجب أن يحمل الشخص أدواته  ويذهب  لان جلسة الجبنة  تحتاج إلى هدوء وهناك أغنية في مجتمع البنى عامر تحمل هذا المضمون .
بالنسبة للموسيقى عند قبائل البنى عامر هناك ثلاثة أنواع للموسيقى الموسيقى  البحتة  ((التصويرية)) وموسيقى  الألغاز  وموسيقى الحرب . بالنسبة للموسيقى البحتة ((التصويرية )) تمارس في تفسير القصص والروايات والأحداث الطريفة التي تمر على بعض الأشخاص بمعنى إن لدى بعض الأفراد في قبيلة البنى عامر بعض المقطوعات الموسيقية التي تفسر بعض الأحداث ونتيجة لتداولها وتكرارها وحفظها ارتبطت كل مقطوعة لمناسبتها . منها على سبيل المثال معزوفة ((الجهنى)) وهى مقطوعة أو معزوفة موسيقية خاصة بإحدى الرعاة فقد قطيعا من ابله  بمساعدة جملة الذكي الذي يسمى ((الجهنى)) أن يتعقب أثار القطيع ويعثر عليها وتكريما لهذا الجمل الذكي ألف له صاحب الجمل  من خلال نغمات المقطوعة بالة (( الطنبور )) أن يصور الحادثة منذ فقد قطيع الإبل وحتى العثور عليه وقد أصبحت هذه المقطوعة من المعزوفات التي تؤدى في ساعات سمر وهناك الكثير من المعزوفات المشابهة لمعزوفة ((جهنى)) وهذه المعزوفات تعزف بمصاحبة الطنبور فقط وتسمى ((شهادت)).
وهناك موسيقى الحرب وآلتي الفت خصيصا لاستنفار االقبيلة في حالات الحروب وقد ألفها موسيقيون محترفون وتسمى (الأوتار الحماسية) ولها تقاليد وطقوس فهي لا تعزف إلا في أوقات الحروب ويحظر عزفها لغير ذلك الغرض لان ذلك سيؤدى إلى قيام معركة أو صدام ويحظر لغير من ينتمي للفرع المعين من القبيلة عزفها لان لكل فرع من القبيلة لحن معروف كما يحظر على الشخص خارج القبيلة عزف لحن من هذا النوع لقبيلة أخرى وإلا اعتبر ذلك استخفافا للقبيلة الأخرى ومن اشهرها معزوفة أو لحن ((أينين))  ولحن (( عنبر)) وهى من الألحان الخاصة بفرع(( بيت معلا)) من قبيلة البنى عامر وتصاحب هذه الألحان الحماسية استعراض (( السيف والدر قه )) باعتبارها مشهداَ تمثيليا لمعركة أو مبارزة بين شخصين .
بالنسبة للرقص عند قبائل البنى عامر هناك عدة أنواع من الرقصات رقصة ألد رقه والسيف ورقصة الرقبة ورقصة سوميا  ورقصة فرجايت ورقصة البيبوى ورقصة شليل سأقدم  مخلصا لا همها  وهى رقصة السيف والرقبة والدرقة والسوميا .
بالنسبة لرقصة السيف والدرقة عبارة عن استعراض راقص يتكون من جزئين وهى رقصة خاصة بالرجال لان القرض الاساسى من أدائها هو استعراض مهارات الشباب والفرسان في المبارزة والقتال وفى نفس الوقت استعراض لمهاراتهم في الرقص ويشترك في اداء رقصة السيف والدرقة شابان يحمل كل منهما سيف ودرقة ويواجه كل منهما الأخر ويتحلق حولهما الجمهور وفى جانب من الحلقة تقف الفرقة من العازف وهو المغنى في ذات الوقت وضاربي الطبول وعددهم اثنان ومجموعه من المرددين ((الكورس)) يبدا الشابان في أداء مشهد المبارزة عند سماع اللحن والموسيقى أو المعزوفة الخاصة من العازف فقط وهى أداء لآلة  الطنبور دون مصاحبه  من الطبول أو (الكورس) تتفق هذه المعزوفة وأداء ومضمون المشهد ودلالته  وهى عادة وتكون من المعزوفات الخاصة بأوقات الحرب وقديما‍ كانت هذه المعزوفات الخاصة تستخدم كإحدى أساليب الاستنفار وإثارة الحماس وجمع الكلمة عند الحروب وتتابع المعزوفة أداء المشهد التمثيلي حتى نهايته بفوز أحد الشابين وعندها يتوقف العزف بعد نهاية المشهد ويذهب الشابان إلى حيث تقف الفرقة الغنائية  ويرفعان اياديهما إلى أعلى ويهز كلاهما السيف والدرقة ويضربان الأرض ضربة قوية بالقدم اليمنى ويصيحان (( ابشر)) ثم يتجهان نحو الجمهور ويفعلان نفس الشيء وبعد ذلك يبدا المغنى في أداء المقدمة الموسيقية للأغنية التي تصاحب الجزء الثاني من هذا الأداء وهى رقصة الرقبة.
 بانتهاء  مشهد المبارزة  يضع الشابان السيف والدرقة جانبا حيث لا تستخدمان في اداْ رقصة الرقبة وهى الجزء المكمل لاستعراض السيف والدرقة  وهى رقصة مهمة يقوم بأدائها الشابان اللذان قاما بأداء مشهد المبارزة أو ((العرضة)) وتتطلب هذه الرقصة مرونة في الجسم ومهارة خاصة لتحويل منطقتي الصدر والرقبة حيث يجعل الراقص رأسه إلى الخلف ثم يبدأ تحريك الرقبة والصدر مرة إلى الأمام وأخرى للخلف في حركة راقصة رائعة  واضعا  يده اليمنى  على صدره ثم يتقدم  مع الرقص إلى الأمام ويقف الراقصان بجوار بعضهما ويسيران أثناء الرقصة بنفس الخطوات بتجاوب لا حدود له مع إيقاعات الطبول وأداء  الأغنية حيث يقتربان  من نهاية حلقة الرقص وعندما ينهى المغنى الأغنية تنتهي الرقصة . ورقصة الرغبة ليست أداء خاص بالرجال ولكن تؤديها النساء أيضا .
بالنسبة لرقصة ((وسوميا )) فيؤديها الرجال في مناسبات الأفراح وخاصة في احتفالات الزواج أما النساء فيشاركن بالغناء وضرب الطبول فقط وتصاحب هذه الرقصة أغاني الحماس والأغاني التي تمجد فرسان القبيلة من الأسلاف والحاضرين والأغاني التي تكرس للشهامه والمروة والكرم . وعند سماع أحد الرجال لا غنية تمدحه أو تمدح أسرته وتذكر بطولات آبائه  وأجداده فانه يسارع بتقديم مبلغ من المال للمغنيات (( كنقطة)) أو يبعث لهم بخروف  كهدية منه كما يقتضي  العرف في مثل هذه الأحوال . أما الرجل الذي لايقدم النقطة فلا ينجو من الهجاء في أغاني الفتيات .
هناك نوع أخر من الرقصات عند مجتمع البني عامر تسمي (رقصة ترجايت ) وهى ليست رقصة بالمعنى المفهوم ولكنها استعراض يؤديه الرجال لإظهار مهاراتهم في القفز العالي على إيقاعات الطبول . وقد يصل المؤدين في حلقة الرقص إلى خمسة ويقوم فيها الراقص بالقفز إلى أقصى ارتفاع ممكن ثم يؤدى بعد ذلك رقصة (العرضة) . كما هناك رقصة البيبوى  وهى خاصة بالرجال ويقوم فيها الراقص بالقفز العالي بحيث يوازي قفزه العصي الطويلة التي تغرس في مكان الاحتفال يتبارى الشبان في القفز حتى نهاية ارتفاعها ويلبس الشاب ((سروالا) من نوع خاص من الأقمشة تسمى (( الأسباني )) ويبدو انه مستورد من هناك.  وهو نوع متين من الأقمشة ويفضل(( السروال)) بحيث يكون واسعا لدرجة تتيح للرجال القفز بحرية ولهذا النوع من الأداء يسمى إيقاع ((االبيبوى)) وهناك أيضا رقصة خاصة للنساء تسمى(( الشليل ))  وكما تسمى رقصة الشعر وتؤدى على إيقاع خاص يصاحب الأغاني يسمى ((سسعيت)) وقد أطلقت الكلمة على الشعر ثم سمى بها إيقاع الرقصة  وهى رقصة الغرض منها التباهي بطول الشعر وكثافته وجماله وكمية المصوغات الذهبية أو الفضية التي تزينه لان طول الشعر وجماله يعد قيمة جمالية كبيرة للمر أه بخاصة في نظر الرجال لدى البنى عامر وإيقاع سسعيت الذي تؤدى عليه رقصة الشليل يتفق أداءالرقصة بتحريك الرأس يمينا وشمالاَ  .
   لكل نوع من الأغاني عند البنى عامر رقصة خاصة مرتبطة به وترتبط هذه الرقصات  بالضروب الإيقاعية المصاحبة لهذه الأغاني حيث يتفق الأداء الحركي للرقصة المعينة بالضرب الإيقاعي  الذي يصاحب الأغنية وهذه الإيقاعات تؤديها الطبول . من أهم أنواع الإيقاعات المعروفة لدى البنى عامر :/
1/  إيقاع سسعيت الذي يصاحب رقصة الشليل أو الشعر التي تؤديها الفتيات .
2/ إيقاع المناحة الذي تؤدى عليه أغاني المناحة أو البكائيات والتي يصاحبها أداء حركي خاص تؤديه النساء في طقس المناحة عند الوفاء .
3/ إيقاع(( السيرة)) وهو إيقاع يصاحب أغاني سيرة العريس ((الزفة )) إلى منزل العروس .
4/ إيقاع ((وسوميا )) وهو الإيقاع الذي يصاحب أغاني الحماس التي تؤدى عليها رقصة ((الصقرية )) أو العرضة التي يؤديها الرجال .
5/ إيقاع(( البيبوى)) وهوالايقاع الذي تؤدى عليه الأغاني التي تصاحب استعراض البيبوى الذي يؤديه الرجال ويصاحب أغاني الحماس .
تستخدم قبائل لبنى عامر عددا من الآلات الموسيقية التقليدية وتستخدم هذه الآلات لأغراض محدودة ومناسبات معينه ولبعض استخداماتها دلالات خاصة وتقسم إلى الآلات(وترية+ نفخيه + إيقاعية )) .
هناك نوعين من الآلات الوترية التي يستخدمها البنى عامر تتمثل في آلة(( الطنبور )) أو الربابة  تسمى بلهجة التقرى (( مستقو )) وتستخدم في أداء المعزوفات الموسيقية أو مصاحبة الغناء أو الرقص وهناك آلة الطنبور التي تختلف اختلافا طفيفا عن آلة المسنقو وتستخدم الطمبرة في أداء طقوس حفلات الزار .
بالنسبة للآلات  النفخية يستخدم البنى عامر نوعا واحدا من آلات النفخ يعرف باسم ((حنونا))وستخدمها الرعاة لأغراض محددة كما تستخدم في معزوفات جلسات السمر بالنسبة للرجال . أما عن الإيقاعية تمثلها مجموعة من الطبول ذات الأحجام المتفاوتة والتسميات والاستخدامات المتعددة كما يستخدم البنى عامر آلة ((الطار)) بجانب الطبول . أهمها آلة ((النحاس )) الذي يقتصر وجوده على بيت زعيم القبيلة ولا يملكه غير بيت الزعامة في القبيلة ولا يتداول بين الناس ويحظر امتلاكه لغير الزعماء  وقد عرف البنى عامر استخدام النحاس بعد أن اصبحوا تابعين  لسلطة ملوك الفنج  أو (( السلطنة الزرقاء )) وقد اهداه سلطان الفنج لأول زعيم لقبائل البنى عامر آلة النحاس كإشارة من إشارات الزعامة والحكم  حيث جرى العرف عند تنصيب الزعماء لدى سلاطين الفنج ويحتفظ زعيم القبيلة بالنحاس في مكان أمين بمنزله تحت حراسة مشددة ويحافظ عليه محافظة شديدة خوفا من تغنيمه  من قبيلة أخرى معادية له لان ضياع النحاس عار على القبيلة وضياع لهيبتها  وزوال سلطانها. ويستخدم النحاس في حالة خاصة بأمر زعيم القبيلة وهى : ـ
·         الإعلان عن وفاة أحد الزعماء  أو لاستنفار فرسان القبيلة للحرب وفى الإعلان عن الرحيل من منطقة لأخرى وبعض القبائل تستخدم ضرباته العالية في الاحتفالات القبلية الهامة وتنتقل ملكية النحاس أو حيازته من الزعيم إلى من يخلفه . كما توجد آلة ((النقارة )) التي يطلقون عليها ((نقارات )) والدلوكة ((دلوكت)) وهما يستخدما في مصاحبة الغناء أو الرقص ويمكن أن تصحبهما آلة الطنبور أو تستخدم منفردة ويوجد الطار أو الدف الذي تستخدمه قبائل البنى عامر في الاحتفالات الدينية لمصاحبة الإنشاد الديني والمدائح النبوية  وفى احتفالات الزواج بمصاحبة الطبول أو بدونها تسمى (( الجباجيب)). 



No comments: